تلك سدرة منتهاى .... عمرى ومضة فيك


Thursday, November 5, 2009




أبهة الماء
عن دار 15- 3 صدرت مجموعتي القصصية الثالثة بعنوان "أبهة الماء – تسابيح في حضرة الموج " المجموعة تحتوى على 12 قصة قصيرة تتصدرها ثلاث قصص فى متتالية قصصية بعنوان ثلاثية التكوين وعناوين القصص على التوالي " صناديق لا تأكل الرمل" ، ثأر الكائنات و أخيرا "مقابلة مع الله" وهى ثلاثية حاولت فيها تقديم صيغ أخرى لفهمنا الميثولجيا الدينية مع تماس و الأساطير والتراث الانسانى وفهمنا لما فعلته الحضارة في الإنسان من ارتقاء وخراب على حد سواء أتمنى إن أكون قدمت رؤية خاصة لبعض ما يؤرقني من قضايا وتأملات فالرؤيا في عرفي قابلة للنمو رؤية تتحرك وتنمو مثل الكائن الحي ثم تلي هذه المتتالية قصص مثل "قطف اللذة " و كيمياء القتل و " فقه المغيب" "عين المسخوط " و " إذا نجلاء كتبت " وغيرها ، وأنا أذا أقدم أبهة الماء وأستعد في نفس الوقت لانطلق فى فضاءلت إبداعية أخرى ما بين الرواية والقصة والشعر أيضا أؤمن بأن رسالة المبدع أن يكون مخلصا لابداعه وأن يكرس حياته الابداعية ليقول ما يريد قوله قبل ان يرحل وعليه ان يحترس فالتاريخ لا يرحم ولا يغفر الهفوات.
فقه المغيب
1
خرجت الشمس كعادتها إلى مسرح الأفق وقد نسيت رداءها الشعاعى؛ فبدت طازجة في عريها الذي لا تمنح مشهده إلا للطيور، والأسماك المطلة من نافذة البحر على لغز السماء. بدت في حمرة بكر إذا الخجل اعتراها لو نسيت رداءها أو تناسته، أو سقطت عنها مناشفها بفعلها أو بغيره. لكن ملائكة الصبح وضعوا على كتفها رداءها الدافئ، فامتلأت بشهوة الإشعاع، وتقمصت دورها، وأخذت تعزف بأشعتها المتطايرة لحن يوم جديد.
2
ولما الشمس أطلت من عليائها، وجدت الفقراء يمشون سواسية، وحفنة من أناس آخرين يختالون فى ثياب ملونة، وقد اتخذوا من زمرة الفقراء خدمًا.
فقالت: ذلك ليس عدلًا، وغضبت من بنتها الأرض التى أعطت من ذهبها لبعض سكانها قنطارًا وللآخرين هباء.
فقررت أن توزع ذهبها على الأرض كافة، لا يقدر أحد أن يأخذ منه أكثر من أخيه؛ كي تُعلم الأرض كيف تعدل، وقررت أن تهجرها نصف يوم لتعطى للأرض فرصة الندم، وتلك كانت قصة النهار والليل.
3
قالت الأرض: لا أصدق أن شمسي ستهجرني كل يوم نصف يوم، فلما رأتها تجرر ثوب عزتها ماضية لمغربها ، نظرت الأرض، وإذا بملائكة الفجر على غير حالهم، يخلعون عن الشمس رداءها ، فأيقنت أن لا راد لهجرها فحزنت، و قالت : ما بال الناس أوقعوني فى هذا؛ إذًا، فليحملوا عني نصف حزني، ولينظروا كيف هجرتني الشمس، فإذا التقت أعينهم بالغروب ألقيت في صدورهم شجنًا، من بعض شجني. فانظرْ يا ابنَ آدم للغروب كيف شئت.
قلنا : وما بال مغيبنا بغير صبح، أكان ذلك أيضًا من عندك يا أرض؟
لكنها ما أجابتنا عن هذا السؤال إلى اليوم؛ فظللنا حائرين.
محمد رفيع