تلك سدرة منتهاى .... عمرى ومضة فيك


Saturday, December 8, 2007

ابن بحر



1)
انا الذى هتكت بكارة امي برأسى المدبب ، صرخت لما اكتشفت ان قابلتي سماء واسعة ومهدي صخر ، التقيت
بدمع والدتي غزيرا غزيرا يساقط على الرمل . الحبل السري يأن عندما قطعته بحافة سكينية من صدف .
هواء حارق تسلل داخل رئتى ، واليود - فعل أبى – منثورا حولنا . رفعت امى صخرة الى أعلى ، ظننتها تحجب عني ضوء الشمس ، حدقت فى عينى مليا ، كنت عبد الله الذى لم يتكلم ..... بل ابتسم ، فانهارت وضمتنى.
عرفت انها .. أجلت قتلى.
جاء العصر الثقيل ، وفي صحن الدار ثمة عائلة تختار جريمتها بعناية . مربوطة امي الى جزع نخلة تهتز مع السياط ، فلا يساقط منها شيا .
قالت : " ابن بحر "
لطمها جدي وقال : " بل عشقت الفتى "
قالت والحروف باكية فى فمها : " ابوه بحر "
تمتم جدي :" فهو اولى "
أخذني جدي ملفوفا ، لم ينظر الي ، هربت نظراته منه ومني ، سار بخطى واسعة الى الشط و أنفاسه تحرق وجه الشمس . كان يستأذن الله ان يقتل ، وعندما ظن ان الله أجابه فى الغروب ، رماني ، وفر كالصبيان . ضحكت من الذى ردني الى ابى وظن انه يقتلنى . تابعته بعيناي الوليدتين فلما اختفي وضعت اصبعى في فمي ، لكن حليبا
لم ينساب .... فتعجبت ، وفي صحن الدار كان حبيبها يصدق كلامها
يقول : " آمنت بالبحر الذى وهب الغلام "
لحس النار مرات ومزقوا له جلده كي يكذبها .. وما فعل ، ولما لم يجدوا له خطيئة ، ابعدوه عن الديار ، فصامت امى عن كل شئ.
2)
قال لى الرجل لما رآنى اهم بالرحيل : " اترحل عنا يا رب ؟ "
قلت : " ما انا بربك "
قال : " وجدناك تخرج من فم الحوت المقدس الذي رماك على شطنا فسجدنا خاشعين "
قلت : " أكنت آكل الطعام ؟ "
قال : " بلى "
قلت : " فأنا بشر مثلك "
صمت قليلا ثم قال : " وهب انك بشر و نزلت على قوم عبدوك ونعموك فعشت مكرما "
قلت : " بل انت الذي جعلتهم يفعلون ، أنت كاهنهم و بك يأتمرون "
تفرس فى وجهى واستطرد : " ما الذي ينقصك يارب لترحل عمن عبدوك سنينا ؟ "
قلت : " أمي "
قال : " أأمر .. نأتيك بها "
قلت : " هي لا تجئ بل يذهب لها "
قال : " أتستقيل يا رب ؟"
فأشحت عنه وعن قومه الجاهلين . ركبت الطوف الذي صنعته لنفسى .
ومن خلفى سمعته يسخر : " هلا ناديت الحوت ؟ " و كان أناس كثيرون حوله قال لهم لما ابتعدت اني أمشى على الماء فخروا فوق اليابسة.
قال لي البحر : " مرحى مرحى ... بنى الذي هو مني"
ولما قص علي وعلمني الاسرار كلها
قال : " اذهب لتخلص امك ولك منى برهان اذا اشتدوا عليك " .
فلما ذهبت للقرية التي تدعى " غا رب " وانا ابن عشر سنين ، كانت امي يابسة كنخلتها فلما قبلت قدميها ثلاثة ايام وليلة ، خرجت الي الشعاب ، ظللت عامين ابحث لها عن محبوبها ، سألت الطير والنمل وابن أوى وما دلني عليه أحد . و لما لاقيته اذ لاقيته في حضن الجبل ، كان مريضا نحيلا .
جلست اليه في ظل صبار وخروع
قلت : " ما بك "
قال : " شوق "
قلت : " أمرت ان أحملك الى اهلك "
قال : " طردونى لما صدقت فتاتي "
قلت : " هكذا قال البحر "
غمست جسده فى الموضع الذي رمانى جدى فيه .... وما رمى ، فخرج من الماء صحيحا .... وركب الحصان .
جدلت شعر امي بيدي ، عطرت جسدها بالزعفران و غسلت قدميها بالورد . كان فتاها واقفا تحت النجوم مباشرة ، وجدى والناس باهتون .
قلت للفتى : " أمازلت تصدقها ؟ "
قال : " بلى يا ابن بحر "
قلت : خذها فمهرها تصديقها "
رفعها اليه و سواها على ظهر مهرة وذهب.
هجم على الناس وهموا بدق عنقي
قالوا : " من انت ؟ "
قلت : " ابن بحر "
قالوا : " كذبت "
قلت : " وهتكت بكارة والدتى برأسى "
قالوا : " صبأت "
قلت : " و زوجتها من تحب "
فرفعوا الرماح ، قال جدي : " هات برهانك . نصدق أن اباك بحر "
ضربت بطن الارض بعصا كانت لى ، فتفتحت حفرة عظيمة
تمتمت فى سرى : " يا خالق هذا الكون وخالقى ، اعني على القوم الظالمين "
ولما أشرت الى الحفرة باصبعي – هذا الذي لم يسقني حليبه – انساب موج من يدى ، الحفرة امتلأت من ماء ابى الذي هو في جسدى
قالوا : " ساحر " ، وكادوا يقتلون
لولا انى جريت صوب البحر ...... لكنى لم امش على الماء ولا وهبتنى الاسماك نفسها .

Saturday, November 10, 2007

رسالة من فانوس بلدى الى فانوس صينى


اخى العزيز الاجنبى ، يا جى من بلاد بعيدة ، راكب مراكب ومعدى بحور كتيرة ، رمضان كريم ، عايز اقولك كلمتين
كلمتين فيهم تسامح بس هما كلمتين
مش هاقولك ايه اللى جابك ولا جيت منين
ولا يا قاعدين والباقى انت عارف
بايخ حبتين
بص يا صحبى
انا ما انفعش تنين صينى
ولا باعرف كارتيه ولا جودو
انا حبى كله الاطفال
اروح معاهم لما يروحوا
اعود معاهم لما يعودوا
اصلى زيهم من هنا
تفوت السنة
ونستنا بعضنا
على ناصية الحلم اللى فات
ساكن غناهم
وهما سكنين هنا
فى قلبى الصغير
المظأتت المنور

عارف يا اجنبى
لما يادن مغربى
ينوروا شموعى بأغنيات
ويلفلفوا بيا الحارات
ولما الشمعة تنطفى
اتكسف جدا واختفى
ييجى عمو من الصلة
ونوره اكتر شعللة
من شمعتى
يولع بالكبريت فرحتى
ويمشى كدة من غير اسئلة
لا يقول انت ابن مين ولا منين
غير بس بوسة على الجبين
ويجرى الولد يلحق صحابه الطيبين
وفى سنة من السنين
قاعد حزين
على رف دكان الامين
كان فاضل على رمضان يومين
قوم شفت فى ايد الواد حسين
راديو صغير بنور صغير
زى العنين
والغرابة مالهش فيشة ولا حتى سلكتين
وشوشت فى ودان حسين
سألته قالى دى بطاريه
مشحونة جوة كهربية
قلت يا فرج الله المعين
وشوشتله ام يجرى زى المعتوهين
خدنى فى ايده وكنا مروحين
ام حود على دكان راجل تخين
قالوا عايز لمبة صغيرة وسلكتين
والبطارية تحطهالى
تحت الفنوس
الراجل ابتسم وبطل عبوس
ركب الحاجات ولا خد منه اى فلوس
وحسين طار واللمبة جوايا مولعة
راح عند صحابه اللى اربعة
وراهم التجربة
وفى ساعة واحدة
كانت العيال
فى عصر الكهربة
عمرى ما شفت فرحة زى ديه
يومها لفوا بية
فى السيدة
وفى الغورية
عديت فى الحسين على مشربية
مشربا عطر المباخر
كان الغنا مالى الحناجر
والقلب زي طير مهاجر
سابح فى دنيا مش هى دنيته
بيصلى وبيدعى من جوة دمعته
كانت الفرحة زى الجبال
بتتولد فى عيون العيال
والامهات الطيبات
والرجال
والشيوخ الطاهرة
اللى عاشت فى الحلال
صلت وصامت على الهلال
قامت ونامت فى جلال
الكل كانت فرحته
طالعة من القلب اللى مال
على قلوب متخضرة
متعفرة فى رحمته
وبكلمته
تبدأ فطورها
لما السما يخف نورها
وملايكة مستنية دورها
عشان ترفرف للجمال

شفت يا عم الاجنبى
يا عابر البحور فى مركبى
وجى تسرق ذكرياتى
وتقسمنى فى مأكلى وفى مشربى
وتقول عليا فانوس قديم
وتغنى زى البغبغان
طب والنبى
ومن نبا النبى
انك فانوس عديم المفهومية
وفى احسن الحالات
فانوس غبى
المتعة مش انك تغنى
ولا ترقص جوة البيوت
وعلى البلاط
المتعة فى السكوت
فى سماع الاغنيات
فى الضحك مع العيال
فى الحارات
فى الذكريات
وانت جى ما لكش اى زكريات
مالكش ملة
ملكش دين
اصل اهلك فى الحقيقة
ملحدين
محفظينك كلمتين
ومرقصينك رقصتين
ارجع بلادك
مع كل الممسوخين
ارجع وحاول تبقى حاجة
اصل احنا مش مخدوعين
بالبغبغان
البهلوان
ابو العيون الديقين

Thursday, October 18, 2007



من الذى حصل على الآخر سكورسيزى ام الأوسكار

عندما أخبرنى أحد الأصدقاء بالهاتف وكنت فى الشارع ان" سكورسيزى "على شاشة التلفزيون يتسلم الأوسكار قلت له جملة واحدة "مبروك للأوسكار" وبعد تلك المكالمة القصيرة استدعت ذاكرتى على الفور تاريخ مارتن سكورسيزى الذى هو بالفعل كان يستحق هذه الجائزة منذ ما يزيد على عشرين عاماً
لكن الجوائز احياناً تكون كالرياح تأتى بما لا يشتهى أحد . وقد عبر عن ذلك "مارتن سكورسيزى" نفسه عندما قال فى حواره مع المخرج الأمريكى "سبايك لى" " انا من أبناء الظل " وكان يشير إلى إنه ينتج فناً خارج قواعد مؤسسة إنتاج الأفلام داخل هوليود وهذا يجعله يقبع فى الظل بالنسبة للجوائز او الإشادة بأعماله الفنية . لكن مخرج بهذا الحجم وهذا المنجز المهم فى تاريخ السينما كان لا يمكن تجاهله سواءً دخل إلى القواعد ام خرج عليها . وتاريخ سكورسيزى مع الأوسكار طويل يمتد إلى 27عاماً إذ كانت أفلامه دائماً تٌرشح بجدارة لنيل الجائزة وكثيراً ما حصل أحد أفلامه على جائزة التمثيل او المٌنتير ولكن لا تذهب اليه الجائزة كأحسن إخراج . كما حدث عام 1981 عندما أخرج فيلماً عن المٌلاكم الأمريكى "جاك لاموتا" اسماه الثور الهائج" والذى لعب بطولته "روبرنت دى نيرو" وقد حصل الفيلم على جائزتى أحسن تمثيل وأحسن مونتير ولم يحصل سكورسيزى على أفضل إخراج وتكرر هذا المشهد طوال تلك السنوات حتى ان ترشيحات الأوسكار لأفلام سكورسيزى تصاعدت بشكل مضطرد جداً فمثلاً فى عام 2002 حصل فيلمه الشهير " عصابات نيويورك" على عشرة ترشيحات للأوسكار ثم فى عام 2004 أحد عشر ترشيحاً للأوسكار عن فيلم "الطيار" فى سابقتين غاية فى الغرابة وهو ان تحصل أفلامه على هذا الكم الهائل من الترشيحات ويحصل هو نفسة على خمسة ترشيحات للاوسكار وبرغم ذلك تكون الجوائز بعيدة عنه حتى ان محبى هذا المخرج وبالتأكيد هم غالبية ساحقة صاروا يقولون ان مارتن سكورسيزى أكبر من الأوسكار وان تجاهل الأوسكار لسكورسيزى يُعرض الجائزة لفرض مصداقيتها الفنية.
وعلى اية حال فأن تاريخ السينما ليشهد له انه لفت الأنظار منذ زمن بعيد ولم ترتفع عنه تلك الأنظار إلى ان حصل على اوسكاره الأخير والذى قال فى حفل تسلمه "ارجو ان تتأكدوا من محتوى المظروف" فى إشارة ضاحكة لإبتعاد الأوسكار عنه طوال هذه السنوات لكنه بدماثة وتواضع شديد ين قال "انا منفعل ومتأثر جداً" وكانت ملامحه الصادقة تشى بتأثره الشديد.

تاريخ حافل وجحافل من الجوائز تذهب للأخرين.
فى مهرجان كان السينمائى عام 1973تقدم مارتن سكورسيزى بفيلم مبتكر ومنفذ بدقة شديدة وهو فيلم " شوارع رئيسية " لفت هذا الفيلم الأنظار لما فيه من أسلوب جديد وثورى فى تناوله وكان الفيلم هو الخامس لمخرجه الإيطالى الأمريكى "مارتن سكورسيزى" وعندها شعر السينمائيون ان هناك مخرج كبير يدخل الساحة وسارعوا بمشاهدة الأربعة أفلام التى بسقت "شوارع رئيسية" ليتأكدوا ان لهذا المخرج اسلوب خاص يميزه بين ابناء جيله الذى ضم أسماء كبار مثل "فورد كوبولا" و"سبيلرج" وكان فيلم "سائق التاكسى" عام "1976" علامة فارقة ومبتكرة جداًإستطاع فيها إثبات اسلوبه الخاص فى الإخراج وأضاف أداء "روبرت دينيرو" لهذا الفيلم روعة لها مذاق فريد. وقد فاز هذا الفيلم بجائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان لنفس العام. ولم يشأ "سكورسيزى" لعقد السبعينات ان ينتهى حتى يطبع بصمته ويجد له موضع فى عالم المؤسسين . فأخرج فيلم "نيويورك نيويورك" عام 1973"والفالز الأخير" عام 1978.
واستهل " سكورسيزى" عقد الثمانينات بفيلم "الثور الهائج" الذى حصل عنه الممثل "روبرت دينييرو" على أوسكار أفضل تمثيل وقد وُ صف هذا الفيلم الذى صُور بالأبيض والأسود بأنه أعظم فيلم اُنتج فى عقد الثمانينات وذلك فى إستقراء أعدته مجلة" المشهد والصوت" التى تصدر فى بريطانيا . وبالتعاون مع "روبرت دينيرو" مرة اخرى أخرج عام 1983 فيلم "ملك الكوميديا" الذى اشاد به النقاد وتبعه بفيلمين فى غاية الروعة وجمال الصورة السينمائية هما " بعد إنقضاء الساعات " و "لون المال" وكالعادة آبى "سكورسيزى" على الثمانينات ان تمضى دون فيلم من العيار الثقيل وكان ذلك عام 1988من خلال فيلم "الإغواء الأخير للمسيح" وبغض النظر عن الضجة الواسعة التى اُثيرت حول هذا الفيلم والمطالبة الشرسة بخروجه من كل المهرجانات وتحريمه من قِبل الكنيسة الكاثوليكية رغم ان الرواية المأخوذ عنها الفيلم صدرت قبل تاريخ إنتاج الفيلم بخمسة وثلاثين عاماً دون ان تحدث ضجة شبيهة .
تبدت فى هذا الفيلم روعة الكادر السينمائى عند " سكورسيزى" وإجادته للعب بعمق الصورة والإضاءة الغير مباشرة والناعمة كأدوات توصيل مبهرة بصرياً ووجدانياً فى آن .
يفتتح ايضاً "مارتن سكورسيزى" عقد التسعينات بفيلم العصابات الشهير " أولاد جيدون" لتتبدى مقدرته العالية على صنع العنف الجميل فمن خلال كادر سينمائى _ منمنم بعناية يطل علينا عنف الشخصيات ومن خلال جو العصابات الدامى يقدم لنا نسق خاص من العلاقات الشخصية التى لا تملك فى النهاية مع اعترافك بدمويتها إلا ان تصفها بالجميلة او با جيدة كما وصفها هو ذاته وفى التسعينات ايضاً كان هناك فيلمان فارقان تبدى فيهما الميل الشديد للإجادة والإهتمام بالتفاصيل وعمق الصورة وعمل عدة مستويات من الخلفية التى تظهرخلف الاحداث لتقبع تلك التفاصيل فى الذاكرة حتى ما إذا تم إستخدام أحد هذه العناصر فيما بعد فى مشهد رئيسى يُشعر المشاهد بمدى تناسق ذلك دون ان يدرى على وجه التحديد مصدر هذا الإتقان.
قدم واحد اً مميزاً فى العام 1995 وهو فيلم " كازينو" والآخر " إظهار الموتى" عام 1999. وكما عودنا هذا المخرج يفتتح العقد بأفلام العيار الثقيل فها هو عام 2002 يستقبل الألفية الجديد بفيلم " عصابات نيو يورك" ليُقدم تحفة جديدة لتاريخ السينما ذلك الفيلم الذى بلغ من الإتقان قول أحد الأصدقاء ان كل كادرفى هذا الفيلم يصلح تابلوه لما فيه من توازن واعى للحجوم والألوان . ويقدم هذا الفيلم شخصيات فوق طبيعية مثل شخصية الجزار التى جسدها " دانيال دى لويس " تلك الشخصية الجبارة التى تمزج بين العنف والدموية الشديدين والضعف الإنسانى والحنو الشديدين ايضاً فى مزيج فريد , هذا فى مقابل "رونالد د يكابريو" العائد للإنتقام من قاتل أبيه هذا لنرى صراعاً ملحمياً وكأنه أحد صراعات الأوديسة العظيمة هذا على خلفية سياسية صادمة عن تاريخ نيويورك الدموى والعنصرى وقدم "مارتى" كما هو مشهور بين أصدقاءه فى فيلم آخر وهو "الطيار" فى عام 2004عن قصة حياة الملياردير الأمريكى"هواردهيوز"وجاء ذلك الفيلم مميزاًبين ارتال من أفلام السير الذاتية التى أصبحت "موضة" فى تلك الأونة فقد ظهرت العديد من الأفلام التى تتحدث عن كبار نجوم الغناء والسينما والسياسة والفن والحرب . لكن "سكورسيزى" حمل هذه السيرة "لهيوز" بهممومه هو وأفكاره ومعتقداته وتسائلاته التى تؤرقه, فجاء الفيلم دسماً معبأ بالقضايا وفاز الفيلم فى بريطانيا بجائزة "بافتا" وحصل كذلك ترشيحاً للأوسكار حصل منها على خمس جوائز وتوج "سكورسيزى" هذا المشوار بفيلمه الأخير " الراحلون" والذى فاز به بالتمثال الذهبى الذى طالما عانده.

"الراحلون" فيلم الأوسكار:
بعد عرض فيلم "الطيار" الفيلم السابق لهذا الفيلم أعلن "مارتن سكورسيزى" ان فيلمه القادم سيكون إعادة إنتاج لفيلم "شئون صغيرة" الذى لاقى نجاحاً باهراً عند قدومه من هونج كونج وهكذا استند فيلم الراحلون على الفكرة وعاد بمخرجنا لجو العصابات المحبب إلى قلبه والذى أجاد تصويره فى العديد من أفلامه . لكن ذلك المفتون بنيويورك وشوارعها حديثاً وقديماً نقلنا هذه المرة إلى "بوسطن" ليحكى لنا حكاية شرطى يتسلل داخل عصابة ويعلو شأنه داخلها ولص يتسلل إلى صفوف البوليس ويصبح مسؤلاً عن كشف الجواسيس داخل جهازالشرطة ويدور الجميع فى فلك زعيم العصابة المخيف الذى لا يرحم أى خائن ومن خلال هذا الإختراق المزدوج
نرى مباراة فى الأداء بين "ليوناردو ديكابريو" الشرطى المتسلل للعصابة و"مات ديمون"
اللص / الشرطى وتسير الشخصيات الى حتفها فى سباق محموم للكشف عن الهويات الحقيقية والمخيفة .
يستشعر الطرفان "العصابة والشرطة" ان هناك إختراق جاسوسى داخل كل منهما مما يصاعد من التوتر فى الأحداث غير ان فى قلب كل الصراعات يقبع "فرانك كاستيلو" رئيس العصابة والذى يؤدى دوره الممثل الكبير "جاك نيكلسون" ذو الأداء الفريد لشخصية معقدة تود لو تطلق عليها مُسمى مثل "الزعيم القاتل الفاتن" بمثل تعقيد ذلك المسمى يقدم لنا "نيكلسون"شخصية "فرانك كاستيلو".
قدم "سكورسيزى" سرداً سينمائياً فريداً كعادته موغلاً فى عمق وجمال الصورة السينمائية هذا مع تناسقها المعهود وحركة كاميراته بإيقاع الفيلم اللاهث لتلتقط عنايته بالتفاصيل الدقيقة وتوتر الشخصيات وازماتها الضا رية وصراعاتها الدامية فى توليفة مختومة بختم مخرج مخضرم يعرف تماماً كيف يقدم العنف بشكل يورطك فى التعاطف معه من فرط تقديم جمال بصرى مميز .
ما بعد الأوسكار:
أعلن سكورسيزى كعادته عن مشروع فيلمه القادم وهو بعنوان "صعود روزفلت" الذى تتناول قصته الرئيس الأمريكى"روزفلت" والمأخوذ عن كتاب للكاتب "إدموند موريس" بعنوان "صعود ثيودور روزفلت" وأعد له السيناريو السيناريست "نيكولاس ماير" ويتناول الفيلم السنوات الأولى فى حياة الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة وكيف تنامى وعيه السياسى منذ كان فتى مدلل فى أول حياته إلى سياسى مرموق فى نيويورك حتى تقلد مناصباً
عسكرية هامة فى الحرب التى دارت بين الولايات المتحدة و أسبانيا فى القرن التاسع عشر.
بقلم : محمد رفيع مجلة الهلال من شهرين فاتوا

Sunday, October 7, 2007

عطر الرواية و عطر الفيلم







عطر الرواية و عطر الفيلم

صدرت رواية العطر فى أوروبا سنة 1985 و هى لكاتبها الالمانى باتريك زوسكند و منذ ذلك الحين ورغم الشهرة الواسعة للرواية إلا أن السينمائين وجدواصعوبة بالغة فى وضع تصور عن عمل سينمائى مقتبس عن هذه الرواية . و السبب لمن قرأ الرواية واضح جدا . إذ إنه يتمثل ليس فقط فى مستوايات الرواية العديدة ولا فى خلفيتها الفلسفية فحسب و إنما ببساطة فى صعوبة إيجاد معادل بصرى موضوعى لهذا الذخم الشديد من الروائح و العطور وتلك الموهبة الشمية الغير مسبوقة . ولكن و بعد عشرون عاما من صدور الرواية أقدم المخرج توم تويكر
على هذه المغامرة و سنحاول هنا الاشارة إلى ما نجح فى تصويره لنا و ما اخفق فى إيجاد معادلات دلاليه له .


عطر الرواية

لم يعرف الكاتب الالمانى المولود على حواف جبال الالب "باتريك زوسكند "على مستوى واسع إلا عندما ألف مسرحيته "عازف الكونترباس" التى ظهرت فى فصل واحد عن عازف متوحد مع الته الموسيقية فى مونو دراما إشكالية التوحد مع الذات و إختصارالعالم الى غرفة او مكان ضيق. و فقد الاتصال مع الاخر و التركيز المطلق على الوحدة الانسانية . ثم جاءت روايته " العطر " لتنال شهرة واسعة و يتم ترجمتهاإلى ما يزيد عن عشرين لغة و يباع منها 15 مليون نسخة . و قد قال عنها النقاد أنها بمثابة رد اوربى على زخم الواقعية السحرية القادم من امريكا اللاتينيه . والرواية ذات ابعاد فلسفية متعددة فى وصفها الانسان ككائن وحشى لا تقل وحشيته حتى لو تستر بالحضارة الى سعى الانسان الدائم للسيطرهعلى البشرو كأنه يريد أن يستعير سطوة الاله أو يصنعها , هذا كله على خلفية إجتماعية و سياسية يعبر فيها الكاتب عن رؤيته.
الروايه على قدر بساطتها فى التناول فهى بالغة العمق و مخيفة فى بعض أجزائها وتجعلك تفذكر طويلا بعد الانتهاء من قرأتها . والثابت فى أغلب الروايات التى نالت شهرة عالميةهو احتوائها على كم معلوماتى و معرفى كبير وهذه ايضا سمة من سمات رواية العطر . فالكاتب هنا دخل بنا الى عالم العطور و الروائح و الى دهاليز مهنة العطارة حتى أنك تتسأل هل كان باتريك زوسكند عطارا فى يوم ما أم عازف كنترباس كما فى مسرحيته السابقه ولكن هكذا سمة الادباء الكبار. والروايه تدعو للتأمل فى مفرادات الحياه . فبطل الروايه جان باتست غرنوى الذى ولد بلا رائحة والذى تمحورت







حياته حول محاولة إيجاد رائحة خاصة به يدعو للتأما فى ماهية الانسان الحقيقية وكيف أن جان باتست هذا شعر ان رائحة الانسان تمثل هويته بشكل من الاشكال . وان الولادة بلا رائحة هى ولادة بلا هوية . وكيف أنه فى رحلة البحث عن عن الهوية / الرائحة إعتدى على هويات وأجساد فقط ليسطو على ارواحهن أو بالاحرى روائحن حيث كانت كل ضحاياه من العذارى الجميلات والذى أعماه بحثه المضنى عن رائحة / هوية حتى عن جمالهن . ثم لم يعد جان باتست غرنوى قانعا برائحته / هويته التى صنعها لنفسه بل اصبح يتوق لتصنيع رائحة / هوية تجعله محبوبا بل معبودا مطلق القدرة والتأثير على البشر هؤلاء الذين انكروا عليه هويته فى السابق . وها هو يستطيع بهوية / رائحه القديسين و الملائكة أو الارباب التى صنعها لنفسه يجعل من ألد أعداءه عاشق له بل عبد من عبيده وها هو يهرب بعطره السحرى الذى ألفه من روائح العزراوات يحول قضية شنقه الى مسرحا من الحب . حبا لايعرف فوارق سنية ولا طبقية ولا عنصرية لكن جان لم يقنع بذلك فسار الى حتفه الى مكان مولده ليقنع أو لا يقنع فى هذه الحالة بأن يكون خبزا للجائعين . هل إنتحر جان باتست هل أطعم نفسه للفقراء هل أراد أن يرتوى من الحب فلم يروه غير أن يوزع جسده على الناس البسطاء . هل أراد أن ينهى حياته بنفس الوحشية التى عاش بها . ذلك القاتل المنذور للقتل بلاوعيه قبل وعيه . فهو أنهى حياة والدته بصرخة حنجرة لترسل الى المشنقة فور اكتشاف الناس لوجوده وعندما ترك مدام "جايارا" قتلت بعدها بدقائق كما مات الدباغ "غريمال" عندما رحل عنه جون باتست وهكذا حدث مع العطار "بالدينى" عندما سافر جان الى جراس فالموت نذيرك يا باتست أينما حللت.
وفى النهاية ربما تحتاج رواية العطر الى دراسة تفصيلية أكثر عمقا لنتمكن من الآمساك بكل جوانبها . ولكن ما قصدناه فى هذه المراجعة السريعة للروايه ذاتها هو تصوير كيف أن الرواية صعبة للغاية فى محاولة تحويلها إلى عمل سينمائى .




عطر الفيلم

"كيف يمكن أن تجد معادلا بصريا لعطر ما , بل أكثر من ذلك لآلاف العطور؟" . أتخيل أن سؤالا مشابها كتبه السناريست أندرو بيكين ووضعه أمامه ثم استغرق فى التفكير لساعات قبل أن يبدأ فى ترجمة هذه الرواية . وأتخيل أيضا أن المخرج المغامر توم تويكر لم يجد إلا لقطة لأنف كبير يخرج من الظلام فيملأ الشاشة كلقطة افتتاحية يوحى بها للمشاهد ان ما سيقدمه له هو بالآحرى عالم روائحى و ليس بصرى . و حاول المخرج و السناريست الاقتراب من الروايه إلى أقصى درجة . فيكاد يكون و على مستوى أحداث الروايه لم يتم حذف إلا بعض الاحداث التى كانت ستمثل عبأ على إيقاع الفيلم ومثال على ذلك التجارب العلمية التى أجريت على جان باتست بعد قضاؤه سبع سنوات فى الجبال. و الجدير بالذكر هنا أن خبرة كاتب الرواية باترك زوسكند بتأليف السيناريو جعلت من السهل على مؤلف الفيلم إجتزاء مشاهد كاملة من الرواية حيث أنها كانت مكتملة على المستوى السينمائى و نذكر مثالا على ذلك اللقاء الاول بين جان باتست غرنوى وبالدينىالعطار الباريسى المخضرم هذا المشهد فى الروايه مكتمل العناصر السينمائية فتم نقله كما هو الى السيناريو . و هنا و فى معرض حديثنا عن سيناريو الفيلم نستطيع أن نحكى حكاية الفيلم بأكثر مما كنا نستطيع سرد الاحداث فى الجزء الخاص بالرواية .

يبدأ الفيلم بشاب مسجون فى زنزانة يتقدم الى المحاكمة ويصدر ضده حكم قاسى بتكسير عظامه كلها ثم شنقه حتى الموت ويقرأ الحكم وسط الجموع الغفيرة المؤيدة لاعدامه و الشاب الضئيل لاحول له منكمش على ذاته . وهنا يأخذنا الراوى الذى سيصاحبنا الى النهاية فى رحلة امنذ بداية المولود جان باتست غرنوى الذى ولد فى حلقة السمك والذى نطقت حنجرته بصراخ أودى بأمه الى حبل المشنقة لآن المحيطين فى السوق أدراكوا أنها رمت به مع أحشاء السمك تاركه أياه للموت .
لكن جان باتست عاش و سلمته الكنيسة لملجأ مدام "جايارا" ليكبر وتظهر موهبته الخارقه فى تحديد روائح كل ما حوله تراب وماء وحيوان وخشب وحديد واشخاص واماكن وليبدوا عاجزا عن التواصل مع البشر حيث أن لغة التخاطب الوحيدة التى يجيدها مع محيطه هى لغة الروائح . ثم تبيعه مربيه الملجأ الى الدباغ "غريمال" , وتقتل بعد بيعه للرجل مباشرة . يعيش بعد ذلك جان باتست ويعمل عند الدباغ ويتعلم دبغ الجلود ويزداد وعيه بما حوله و بموهبته الشمية الى أن يقوده حظه العاسر لإرتكاب أول جريمة قتل فقد قتل فتاة تبيع البرقوق وحاول الاحتفاظ برائحتها دون جدوى. وعندما أرسله "غريمال" الى العطار القديم "بالدينى" أدرك جان باتست أن دكن العطارة هو المكان الامثل لامثاله فسعى لكسب ود العطار "بالدينى" بتمكينه من تصنيع عطر "الحب والروح" . اشترى بالدينى جان باتست من الدباغ وجعله يؤلف له عطورا اسيريه روجت له تجارته وتعلم منه جان باتست تقطير الروائح غير أنه لم يستطيع الاحتفاظ بالروائح التى يريد الاحتفاظ بها فسافر جان الى جراس ليبدأ رحلة التعلم والقتل معا . وهناك قتل ثلاثة عشر فتاه وقطر رائحتهن وصنع عطرا يأخذ الالباب ويجعل الجميع عبيدا له. عاد جان باتست الى مسقط رأسه بعد أن عثر على هوية لذاته وسكب العطر السحرى على جسده فما كان من الناس الى أن إنجذابوا اليه وتجمهروا حوله ثم أجهزوا عليه وأنهوا جسده كليا ليختفى جان باتست غرنوى فى بطونهم وتمر أيام قليلة وتختفى الذكرى كليا وتبقى زجاجة العطر المكسورة تجود بأخر قطرة فيها .
بدأ السيناريو هنا حكاية جان باتست من لحظة نطق الأعدام ومن ثم العودة الى الوراء من خلال الفلاش باك حتى يوم مولد البطل فى حلقة السمك . وقد إستخدم تقنية الراوى ليقرب المشاهد من روح الروايه وإيجاد معادلا لبعض الافكار التى تعجز الكاميرا وحدها عن ترجمتها . وحذف السيناريو من الروايه سنوات الجبل التى عاشها جان باتست والتجارب التى أجريت عليه عند" إسبيناز" العالم الذى اتخذ من جان باتست حقلا لإثبات نظرياته . كما تم عن قصد أو غيرقصد التخفيف من الخلفيات الدينيه و من بحث جان باتست عن معنى الإله وإعادة إنتاج مخلص للعالم عند معالجة الفبلم وأنا غير لائم على السيناريست ذلك لأن إيجاد إطار أو شكل واحد للفيلم يحتم أحيانا المرور سريعا على بعض الجوانب بغير التعمق فيها.

وهنا يستشعر بعض المشاهدين متزوقى الأدب والأدباء بالاحرى أنه تم تفويت قيمة أدبية ما . ولكن فى الحقيقة ان الروايه يمكن أن تعالج بأكثر من طريقه وللسيناريست والمخرج إختيار وجهة النظر التى ستعطى للفيلم حيويته . وكم من أديب خرج من هذا الفيلم وغيره ليقول لى أن الروايه كانت أجمل وأعمق . فأجاوبه : الروايه اجمل وأعمق لآن بها بعض منك , أنت صنعت جزءا من تصورك لها أما الفيلم فلا مجال لتصور شىء غير ما يقدمه الفيلم ذاته . وبشكل عام فأن الفيلم استطاع بجدارة ومغامرة تجسيد تلك الروايه على الشاشة من خلال صورة فيلمية جميلة ومعادلات بصرية كانت أقرب ما يكون للرواية , وقد استطاع الممثل الشاب "بى ويشو" أن يقنع المشاهد بأنه جان باتست بأدائه وحركاته كما ان وظهور "داستان هوفمان" فى دور العطار بالدينى اضاف الى الفيلم جمالا خاصا .

استحضر المخرج من خلال الديكورات الهائله فرنسا فى القرن الثامن عشر بشوارعها ونهرها وأناسها . واستخدم الجرافيك بشكل غير مفرط فى التعبير عن بعض المشاهد وإعطائها حيوية عطرية أخازة كما فى مشهد بالدينى عندما تشمم عطر "الحب والروح" بعد أن حسنه جان باتست بعبقريته العطرية .

أما موسيقى الفيلم فجاءت متناغمة مع أحداثه الدراميه حالمة فى مشاهد الطبيعة والعطور الجميلة حادة فى مشاهد القتل والتوتر مصحوبة بغناء أوبرالى فى بعض المشاهد لتوصيل حالة ما .
و فى النهاية يبقى هذا الفيلم تجربة جريئة حاولت بإخلاص وإن فاتها ما فاتها على ترجمة هذه الروايه ومن يدرى لعلها فتحت المجال لتجارب أخرى تحاول ترجمة رواية العطر ولعلا جيلا من صناع السينيم ايستطيعون ترجمة العطور الى عطور حقيقية فهناك بحثا يقدم سينما الغد على أنها ستعتمد على الرائحه لتجسيد المشاهد حيث ستنتشر فى القاعات على نفس شكل إنتشار سماعات الصوت مضخات تضخ الروائح التى تعتمد على خلط مركبات معينة لإصدار الروائح المطلوبة للمشاهد ، وحتى هذا الحين سننتظر تجاربا سينمائية مبدعة ومخلصة تحاول إيجاد معادلات بصرية لما يدور فى خيال الادباء
.

Thursday, September 13, 2007

كومديان وجعان وذكريات وشقاوة وحجات من كدة


اخوانى وابناء اوطانى
عشان الدنيا حر والواقع زى قرن الخروب فحلقى (لون الفحلق ) والفحلق فى الزمخشرى نوع من انواع النسيان المبطط ذو قرنبيطة فى ودانه و يعنى بالعربى الكابتال مفيش غير شوية ذكريات هى اللى مخليا الواحد لسة عايش. فدى حكاية لما سألونى ايه علاقتك بالمطبخ ، اهى نبتدى بيها على ما تفرج , مش عارف ليه حاسس ان الحياة كلها على ما تفرج ، ما علينا استعنا بالكوميديا على الكوبيا


ايه المطبخ ده ، بيتهيئلى سمعت الكلمة دى قبل كده ، يا نهار ذكريات ، افتكرته خلاص ، اخر مرة شفته ايام الجامعة ولأنى راجل قصاص والشعر هجرنى من زمان ومعرفتش اطلبه للطاعة. قلت عليه شعر ناشز . المهم كفايه كلام عن الشعر لحسن يخلعنى ، حكاياتى فى اللى اسمه المطبخ دة اخر مزاج . يعنى مرة عملت كريم كرمل بالجبنة البيضة ، احكيلكم حكايته ، طبعا كنا ايام الجامعة بنوزع المهام واحد يغسل المواعين وواحد ينزل يشترى الخضار واتنين يطبخوا ، يعنى واحد اساسى والتانى احتياطى عشان لو الأولانى ولع ولا حاجة يبقى فيه استبن . المهم زى عوايدى ما كنتش فى فريق الطبخ وده طبعا احد اسباب انى عايش وبكلمكم اهه. كنت بانزل اجيب الطلبات واذ فجاءة الاقى عند السوبر ماركت كريم كراميل جاهز . الحقيقة انى ضعفت والشيطان غوانى ، لاقيت معاه كتالوج فيه طريقة التحضير قلت خير ، كده ضمنت انى اداوى نفسى واعالج ادمانى بنفسى ومفيش داعى للبهدلة واطلبه من كل من هب ودب . المهم دخلت على العيال منتهى العنتظة وقلتلهم انا كمان هاعملكم الحلو . مش عارف ملعون مين اللى قال احنا نعمل الحلو الاول عشان نحطه فى التلاجة يسقع . جه فريق الطبيخ والشاب بتاع المواعين وقعدنا نذاكر فى الكتالوج . ورغم ان الكتالوج صغير الا انه كان زى البردية ، كله ألغاز . غالبا كان مترجم ترجمة ركيكة وغير مفهومة . قام ملعون تانى قال طيب ما نشوف النص الاصلى . وراح مطلع الكتالوج الانجليزى وكأنه اكتشف حجر رشيد، مش عارف احكى لكم على رحلة القاموس ولا بلاش . تلات قواميس اترصوا والشاب بتاع المواعين قعد يلخص اللى احنا بنقوله، ما طولش عليكم وصلنا لتصور عام للوصفة يعنى حبة ترجمة ركيكة على حبة قاموس المورد ، اتقضت وفهمنا شوية . وابتدينا التجربة . المهم ماشيين على الخطوات خطوة خطوة وكل شرط فى الوصفة ما بيحصلش. يعنى يقول فى الشفرة اللى وصلنلها استمرى فى التقليب حتى يتماسك وهوه راسه والف سيف ميتماسك . وطبعا كل الاوامر ضعى واستمرى وكنا كل شويه نقول لبعض استمرى وقلبى وحجات من دى . المهم النتايج مش راضيه تطلع واحنا متنا من الجوع واستهلكنا كتير من المواعين . حسينا باحباط زى بتاع الكيميا . واتهدينا من الجوع والبرد ، طفينا النار وقعدنا ، نحاول نلم جرحانا وننظم صفوفنا ، قام فيه ملعون تانى قال احنا نبتدى من الاول يمكن الترجمة مش صحيحة ووالتانى قال اتصل بامى اشتكلها منكم واعرف الطريقة . انا قلت طيب نعمل ايه فى الجسم الغريب اللى حضرناه ده . اتسحبت على طرطيف صوابعى ودخلت عليه المطبخ . لاقيته لسه بيتنفس رغم ان احنا طفينا النار ، قربت منه وبشجاعة ضربت صباعى طلعت حتة منه وابلعتها ، العيال كانوا بيتجسسوا عليا ومستنيين شرار يطلع من ودانى او طفح جلدى غزير ، ما حصلش حاجة من دى ، بصراحة كان طعمه عادم وماسخ حسيت ساعتها انه محتاج حاجة حادقة ، افتكرت ان احنا عندنا ثلاجة هى فاضية وعمالة تسحب كهربة على الفاضى بس لازم من وجودها اهى تقف معانا فى موقف زى ده ، زرت السيدة ثلاجة وبعد ما عدى نظرى على الشئ الوحيد الموجود فيها وهى قزايز المية الفاضية . لاقيت اللى كنت بدور عليه حتة جبنة بيضا . ما درتش بنفسى خدتها غصبن عن الثلاجة وجريت ناحية المطبخ والاصوات حوليا "اعقل يا مجنون هاتودى نفسك فى داهية" لكن الشيطان عمانى ما درتش الا وانا بفتح الكيس وبرمى الجبنة على الجسم الغريب وفضلت اقلب بعصبية والعيال اللى بيدعى واللى مخبى دماغه فى مخدة ولما ماجاش زلزال ولا بركان ولا حاجة من بتاعة الجغرافيا . فتحوا عيونهم لاقونى باكل الخليط العجيب بالعيش هجموا عليا وغمسوا معايا . بس الحمد لله مازلوا احياء يرزقون حتى الان





الله - الله











البلكونة





Friday, July 27, 2007

أبى والبرزخ




قالوا " قلبى على ولدى انفطر وقلب ولدى على حجر "

أه لو كان ما بقلبى حجر ، لو ان ذلك حجر اذا كيف كان قلبك لو ان هلعى عليك هذا وانفطارى هذا حجر فما بال قلبك ، الان ادركت كيف كنت تحبنى الان عرفت القياس جيدا ان كل ما فى قلبى من لهفة وخوف ليعد حجرا بالنسبة لما فى قلبك ، اه كم ان حبنا تافها نحن الابناء ، الفارق كبير جدا ومهول ذلك الفرق بين القلب المصنوع من الحجارة والقلب المنفطر لكنى ادركت الحقيقة الان وانت على فراشك لو فرضت ان هذا الفارق هو نفس الفارق بين قلبك وقلبى لو ان ذلك المحروق من اجلك حجر فعلى ان اتخيل كيف كان قلبك فسيحا ومزهرا وهادرا وحنون، اهكذا كنت تشعر عندما صدمتنى السيارة فى عمر الرابعة عندما كنت بين الحياة والموت ، كيف استطعت ان تحتمل قول الطبيب " خذه الى المقابر وانتظر هناك لتدفنه قبل الغروب" كيف لم تصدقه وسافرت بى الى بلاد الدنيا ، كيف صبرت وقطعت 600 كيلو بعربة الاسعاف البطيئة ، كيف دعوت الله واستجاب . " يا رب اتركه لى ، خذ عينه او يده ولتترك الباقى لى " انا الان هنا بكاملى لم ينتقص الله منى شيئا و تركنى لك كما سألت. لكنه يا ابى ما استجاب لى وقد دعوته ان ترجع كاملا ويأخذنى مكانك لانك اقدر منى على تربية اولادك واولادى ، لكنه ما استجاب ويأخذك منى قطعة قطعة الامس صوتك والان مشيك وكل يوم تنقص امام عينى حاسة حاسة وقطعة قطعة ، اعرف ان الله لم يستجب لان ذلك ليس عدلا وهو العادل دائما . ما ذلك الحبل السرى الذى يربطنى بك كيف استشعر ان روحى وروحك ملتحمتان وملتفتان الى هذا الحد ، كيف احكى لك كيف اقول احبك وانا لا اعرف ان كنت تسمع ام لا ، كيف اعتذر لك على اخطائى ترى ما اللغة التى تفهمها الان , هل انتظر موتك كى اكلمك وتسمعنى فالميتون يسمعون والاحياء يسمعون وانت الذى بين بين هل تسمع . انا اهديت لك كتابى وساهدى لك كل نجاح او كتاب ارأيت عجزى يا ابى سأختصرك فى بضع كلمات . لكن لا والله الذى لم يستجب لاكتبك واجعل سيرتك لا تمحى على اكون تزحزت قليلا عن كونى حجر
يا رب اجعل كتاباتى عنه تصل للناس ليس طلبا للشهرة ولكن كى اخلد ذكرى ذلك الرجل الذى منحنى كل شئ .

دعاء استجاب له ******* يوليو 2006

بأسم العصافير التى زقزقت على شباكنا ثلاثون عاما .... بأسمك الذى اخفيته عنى وباسم ماضيعتنى فى البحث عنك .........اتركه لىباسم ما عرفتك من قواقعك التى تمشى على مهل فى الظهيرة ، و شارب ابيض نزعته من زغب معطفك الجميل و وضعته على جسد بحرك و قلت لنا هذا الموج موجا كى تعرفون معنى البياض اذا اشتد الليل وجف الحليب . وسقطت الاسنان من عبث المنون ، باسم عصيانى البرئ وقهقهاتك من غبائى ، باسم وجهك الذى دسسته لنا فى افق السكينة اعلى الجبال وأناس نظروا اليك فى البعيد وانت اقرب من وريد ، رفعوا اليك حواف اصابعهم وانت هنا بينهم او تحتهم .. فيهم او يزيد ، باسمى انا المريد الذى دعاك ان تجهله بك ليبدأ من جديد قالوا لماذا تدعوا بهذا قلت لانى ما استطعت ان اعرف اكثر فأستسهلت ان ابدأ طريق العارفين من حجر البداية على ان مشيت ما مشيته اجاوز او احلق او أموت موت الشهيد ، .... أتركه لى.

أهداء كتابى الاول ابن بحر أغسطس 2005


استقام موجك فاستقمت


وحويت ذخائر شتى فإليك قمت


نهلت من سرك حتى حتى ما شبعت


أبىديدنى ومذهبىحنانيـك ان اهـــدى اليــك كتابيـا


و ما لي اهدى سطورا لصاحبها


و ما لى غيـــرك فــــــى الدنــــيا صـاحـب

Sunday, July 22, 2007