تلك سدرة منتهاى .... عمرى ومضة فيك


Wednesday, November 11, 2009

عفوًا لقد نفد العمر


أتاني ملاك الحب الوردي فى ظهيرة ما. قال : الشمس أحرقت جناحيّ، فتركتها تجوب السهول وحدها، وجئتك ماشيًا. قلت : كيف تتركها وقد أخذت عليك المواثيق. قال : جناحى. قلت: انتظر. أخذت من شغاف قلبي رقاقة، صنعت له بها جناحا، فطار اليها، حتى إذا دخل فى حضرة أفلاكها طاف، وظل... حتى احترق جناحاه. أتدرى كم أتانى يمشى على الأرض؟ انظر إلى قلبي وقد صار رقيقًا كورقة؛ تعرف أنه يوم أتانى آخر مرة. قال : سَلِّمْ قلبك.. لا حاجة لى بجناح. قلت : ويحك. قال : ويحى.. رافقتها حتى تزوجت. أتعرف ساعتها حتى الورقة لم تعد صالحة كجناح.. فقد ملأتها الثقوب. قلت : ماذا ستفعل بعد ذلك؟ قال : سأقضى العمر ماشيًا. صمتُ وقتًا كافيًا لكى يعزف أحد على آلته الحزينة. بالطبع لم يكن هناك أحد. قال : وأنت؟ قلت : لا شيء.. سأقضى العمر ميتًا.

2 comments:

حسن ارابيسك said...
This comment has been removed by the author.
حسن ارابيسك said...

محمد رفيع
الأديب الرائع والجميل
الحقيقة تعجز البلاغة عن وصف أدبك وروائعك
فمن ينزل بحور محمد رفيعالأدبية يرفض أن يرتد مرة أخرى للشاطئ بعد أن تذوق من عالمك الأدبي بكل ما تحمله من صور ولغة مميزة لها مفرداتها الخاصة جداً في كتاباتك وقصصك القصيرة
وبرغم تنوع العمل الأدبي لديك إلا انه كالأرابيسك يتكون من وحدات زخرفية ولكنها في النهاية وحدة واحدة ومبهرة نافذة تطل على العالم ليرى العالم جمالها وروعتها
قرأت التدوينات الأخيرة المتاحة أمامي

لم يكن مطراً واحداً
هل الجزيرة بنت اليابسة
أفعوان الوقت
كيمياء القتل

ورائعتك الأخيرة
عفواً نفد العمر
اصدقك القول واللهي قراتها فوق السبع مرات وفي كل مرة ارى الروح تدب في مشاهدها البسيطة تتحرك امامي كفيلم تسجيلي قصير
يفجعني في نهايته بشكل الإنكسار في عاطفة رقيقة وصاحبها
فينكسر الإثنان سويا
ويتجلى ذلك وهما يخبران بعضهما
سأقضي العمر ماشياً
سأقضي العمر ميتاً

تحياتي
حسن أرابيسك