تلك سدرة منتهاى .... عمرى ومضة فيك


Saturday, November 10, 2007

رسالة من فانوس بلدى الى فانوس صينى


اخى العزيز الاجنبى ، يا جى من بلاد بعيدة ، راكب مراكب ومعدى بحور كتيرة ، رمضان كريم ، عايز اقولك كلمتين
كلمتين فيهم تسامح بس هما كلمتين
مش هاقولك ايه اللى جابك ولا جيت منين
ولا يا قاعدين والباقى انت عارف
بايخ حبتين
بص يا صحبى
انا ما انفعش تنين صينى
ولا باعرف كارتيه ولا جودو
انا حبى كله الاطفال
اروح معاهم لما يروحوا
اعود معاهم لما يعودوا
اصلى زيهم من هنا
تفوت السنة
ونستنا بعضنا
على ناصية الحلم اللى فات
ساكن غناهم
وهما سكنين هنا
فى قلبى الصغير
المظأتت المنور

عارف يا اجنبى
لما يادن مغربى
ينوروا شموعى بأغنيات
ويلفلفوا بيا الحارات
ولما الشمعة تنطفى
اتكسف جدا واختفى
ييجى عمو من الصلة
ونوره اكتر شعللة
من شمعتى
يولع بالكبريت فرحتى
ويمشى كدة من غير اسئلة
لا يقول انت ابن مين ولا منين
غير بس بوسة على الجبين
ويجرى الولد يلحق صحابه الطيبين
وفى سنة من السنين
قاعد حزين
على رف دكان الامين
كان فاضل على رمضان يومين
قوم شفت فى ايد الواد حسين
راديو صغير بنور صغير
زى العنين
والغرابة مالهش فيشة ولا حتى سلكتين
وشوشت فى ودان حسين
سألته قالى دى بطاريه
مشحونة جوة كهربية
قلت يا فرج الله المعين
وشوشتله ام يجرى زى المعتوهين
خدنى فى ايده وكنا مروحين
ام حود على دكان راجل تخين
قالوا عايز لمبة صغيرة وسلكتين
والبطارية تحطهالى
تحت الفنوس
الراجل ابتسم وبطل عبوس
ركب الحاجات ولا خد منه اى فلوس
وحسين طار واللمبة جوايا مولعة
راح عند صحابه اللى اربعة
وراهم التجربة
وفى ساعة واحدة
كانت العيال
فى عصر الكهربة
عمرى ما شفت فرحة زى ديه
يومها لفوا بية
فى السيدة
وفى الغورية
عديت فى الحسين على مشربية
مشربا عطر المباخر
كان الغنا مالى الحناجر
والقلب زي طير مهاجر
سابح فى دنيا مش هى دنيته
بيصلى وبيدعى من جوة دمعته
كانت الفرحة زى الجبال
بتتولد فى عيون العيال
والامهات الطيبات
والرجال
والشيوخ الطاهرة
اللى عاشت فى الحلال
صلت وصامت على الهلال
قامت ونامت فى جلال
الكل كانت فرحته
طالعة من القلب اللى مال
على قلوب متخضرة
متعفرة فى رحمته
وبكلمته
تبدأ فطورها
لما السما يخف نورها
وملايكة مستنية دورها
عشان ترفرف للجمال

شفت يا عم الاجنبى
يا عابر البحور فى مركبى
وجى تسرق ذكرياتى
وتقسمنى فى مأكلى وفى مشربى
وتقول عليا فانوس قديم
وتغنى زى البغبغان
طب والنبى
ومن نبا النبى
انك فانوس عديم المفهومية
وفى احسن الحالات
فانوس غبى
المتعة مش انك تغنى
ولا ترقص جوة البيوت
وعلى البلاط
المتعة فى السكوت
فى سماع الاغنيات
فى الضحك مع العيال
فى الحارات
فى الذكريات
وانت جى ما لكش اى زكريات
مالكش ملة
ملكش دين
اصل اهلك فى الحقيقة
ملحدين
محفظينك كلمتين
ومرقصينك رقصتين
ارجع بلادك
مع كل الممسوخين
ارجع وحاول تبقى حاجة
اصل احنا مش مخدوعين
بالبغبغان
البهلوان
ابو العيون الديقين

4 comments:

soha zaky said...

ايه يا عم رفيع فين اللى اتفقنا عليه ، هو ايه كلام الليل مدهون لا مؤاخذه بزبدة ، فين يا عم البوست اياه

حسن ارابيسك said...

أخي رفيع أسمح لي أبدأ تعليقي موجها كلامي لسهى زكي
جرى أيه يا سهى
طالما عرجتي على بوست الرجل فلتتركي تعليقك وبعدين قولي اي حاجه تانيه زي ما أنتي عايزة
الموضوع اللي كاتبه الراجل ده مش قليل ولا هين
الموضوع ده بيمس فينا وجوانا حاجات كتير كتير
تعرف يامحمد
أنا كل ما يجي شهر رمضان وأنزل الأحياء الشعبية زي السيدة زينب على سبيل المثال وأشوف الكثير والكثير من الفوانيس الصينية المستورده فوانيس البطاريات والحركات
صدقني بشعر بمرارة كبيرة داخلي وبغصة في قلبي وأنا أنظر الى الفانوس القديم المعشق الزجاج في الصفيح
أراه متقوقعاً حزينا على حالة وعلى أيامه الجميلة مثلما ذكرتها أنت
اشعر بوجع في القلب لأجله وأدعو على من كان السبب في من فكر ودبر وجلب لنا الفانوس الأجنبي أبو برنيطه
فانوس من غير روح
جه غلاسه جه غتاته
يفرض صدره على فانوسنا القديم ابن البلد اللي فيه فن ورائحة ايدين صنايعيه مصر الفنانين
وأريج الشموع وهي تذوب بداخله عن رضا كامل منها وهي تحيي ليالي رمضان خلف زجاج الفانوس المعشق
تُحيي بسمة الأولاد والبنات
أصبح من التراث
وليس هذا بغريب فلقد أصبحنا جميعا
من التراث وما نراه يمشى على الأرض الأن هم أيضا مجرد مسخ
ولن تصدق أنني كل شهر رمضان أشتري متعمدا مني فانوس مصري أصيل صفيح وزجاج معشق
رحمك الله يافانوس حلو يا حلو

nael eltoukhy said...

صح يا عم
دا بيقولوك ان الصينيين دول كفرة والعياذ بالله واحنا ناس مسلمين

shereen said...

البوست جميل
وياريت نتمسك بكل شيء أصيل وجميل
البلاد التانية كانت بتعمل كده
عشان كده حافظوا على نفسهم وفضلوا متقدمين
عندنا فانوس حلو وجميل مش فاهمة ليه نجري وراء فانوس شوهوا براءته بأغاني مالهاش دعوة بروح رمضان... وكل رمضان وأنتم طيبين